المزيد  
الموت خارج أسوار الوطن
جهود مكافحة المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت (فرص وعقبات)
سامو زين يوجه رسالة لبشار الأسد
أجواء رمضان بين الحاضر والماضي في سوريا
هل تتأثر سوريا بخلافات "التعاون الخليجي" الداخلية؟
قصة سوري فرقته الاتفاقيات عن عائلته
بعد بتر ساقيه صاحب المقولة المشهورة "يا بابا شيلني" يظهر بساقين بديلتين
هذا ما تطلبه المعارضة الإيرانية ضد الأسد وخامنئي

الاسد يعترف بالمعارضة ويقبل المشاركة معها

   
19:12


تصريحات الأسد .. ماذا تخفي وراءها؟

سلّطت حلقة اليوم الخميس من برنامج "مع الناس" المذاع عبر إذاعة "صوت دمشق"، الضوء على تصريحات الأسد بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لكن المعارضة السياسية السورية رفضت تلك الحكومة ، فماذا يريد الأسد من وراء تلك التصريحات، وماذا سيكون رد فعل المجتمع الدولي، فهل كل ماحدث من دماء ودمار للسوريين ولسوريا على مدى خمسة سنوات مضت لمجرد تعديل على الدستور كما زعم النظام .

وفى تقرير أذاعته الحلقة جاء فيه، قبل عشرة أيام من مفاوضات جنيف، جاء لقاء الأسد مع وكالة سبوتينيك ليفجر العديد من التصريحات، قائلاً:" Ø¥Ù† الانتقال السياسي هو الانتقال من دستور إلى آخر، لأن الدستور يعبر عن شكل النظام السياسي، مشيرا إلى أن هذا الانتقال لا بد أن يكون تحت الدستور الحالي حتى يصوت الشعب السوري على دستور جديد، لكنه اعتبر أن الحديث عن هيئة انتقالية "غير دستوري وغير منطقي".

وبعد مسرحية تدمر التى كسر فيها الأسد أحد أهم بنود الهدنة، السؤال المطروح الأن: ماذا تبقى للمعارضة أن تناقشه خلال المفاوضات القادمة؟

وتعليقاً على موضوع الحلقة، قال القاضي حسين حمادي 

إن الصراع فى سوريا أصبح صراعاً على سوريا، فالصراع بين الأطراف المتنازعة وعلى رأسها أمريكا التى انتهجت سياسة معينة ازاء الثورة السورية، بالإضافة الى الطرف الأخر وهو النظام الذى يدرك تماماً أن بقاؤه غير مؤغوب فيه من قبل المعارضة، لكنه سيظل جاثماً على الشعب السوري، الذى تضرر كثيراً خلال خمس سنوات ماضية، وكل هذا يؤكد لنا أن المسألة تدور فى فلك إطالة أمد الصراع السوري .

وأضاف حمادي: الأن أمريكا والنظام السوري يسعيان الى إطالة أمد الصراع السوري، فالأن هناك توافقات بين عدة أطراف فى ظل غياب المعارضة السورية، فلابد أن ندرك أن الحقيقة ليست فى الإطاحة بفرد فقط، بل المسألة هى صراع بين شعب ومنظومة قمعية تلعب على جميع الأوتار لقمعه وعد حصوله على حريته.

وتابع حمادي: كلا الوفدين المعارضة والنظام السوري تم تشكيلهما خارجياً، وهذا يعنى أن الشعب السوري أصبح مغيباً عن الساحة السوري، وهذا القرار يأتى لنسف ما تبقى من سوريا، وبالتالي نحن أمام مأزق خطير نتج عن التوافق بين النظام والمجتمع الدولي فى ظل غياب الدور الوطني.

وأشار حمادي الى أن النظام والمعارضة السورية هما جزءا أساسياً من مشكلة الأزمة السورية، فلابد أن ندع الشعب السوري يدرك جيداً أن كلا الطرفين يتم إدارتهما من الخارج ضمن توافقات دولية وبالتالي لابد أن يكون هناك نهاية لهذا الموقف الذى بعد كثيراً عن مطالب الشعب السوري، وعلى الشعب السوري أن يشكل قيادته الوطنية الخالصة وهناك تحركات جدية فى هذا الأمر.

واختتم حديثه قائلاً: "لا يمكن أن نبني أحلاماً على أدوات النظام والمعارضة الموجودة، فلابد أن تكون تلك المعارضة بوابة أساسية للتحدث بإسم الشعب السوري، غير ذلك أى عملية ترميمية قد لا تعد فى مسار الحل الذى نريده."

وفى حديثه للحلقة، قال رئيس حركة نداء سوريا، سامي الخليل

إن نظام الأسد يستبق الحدث، فهو مدرك تماما أن ساحة الصراع فى سوريا غير مرتاحة الى وجوده تماماً، لذلك فهو يبادر برفع شعارات رنّانة لجذب المزيد من الأصوات اليه، لكنه يعلم جيداً أنه سيرحل والمجتمع الدولي يعلم جيداً متى سيعلن الإطاحة به، لذلك كل بالونات الإختبار التى يطلقها النظام لن تجدي بشئ

وأضاف الخليل: روسيا اليوم تبحث عن بديل للأسد تحافظ على الإتفاقيات التى عقدها مع الأسد، وقد حقق مصالحه الدولية بإستعادة مكانته بين الدول، متسائلاً: من يستطيع أن يأخذ دور الأسد الا واحد من منظومة الأسد نفسه، فهو يسعى الى تجهيز بديل يحافظ على نفس مصالح دولة الأسد، مؤكداً على أن طرفي الصراع لا يتحركان من تلقاء أنفسهم بل هناك دول كبرى تحركهما.

وتابع الخليل: كل من يديروا الصراع فى سوريا هم يداروا من الخارج، فهناك سيناريوهات موضوعة لهم لكى ينفذوها ويصلوا الى حالة من الوفاق تحافظ على مصالح الدول الكبرى، اليوم الجميع يرى أن المعارضة السورية لم تصل الى مستوى تمثيل الشعب السوري المعارض، وهناك ضغط دولي من أجل حل أزمة سوريا خاصة من دول الإتحاد الأوروبي التى تعاني من أزمة للاجئين، فعلينا أن ندرك أنه لن يستطيع أحد أن يحل مشكلة السوريين سوى السوريين أنفسهم.

ويرى الخليل أنه بإنتهاء هذا العام سيكون هناك حلاً لإنهاء الأزمة السورية تماماً، ومن الممكن ألا يقبل به النظام ولا تقبل به المعارصة السورية، لكنه سيكون ضامن لمصالح الدول الكبرى ، ومن المستحيل أن يجعلوا من سوريا عراقاً اخر، ولكن بإمكانهم مد أمد الصراع أكثر.

وعلّقت نائبة رئيس الائتلاف السوري المعارض، نغم الغادري

أرى أن هناك لهجة تصعيدية من قبل النظام قبل أى مفاوضات لمحاولة الإستفزاز المعارضة السورية، كما أنه ذكر قصة إعادة الإعمار فهو يلعب بهذه الورقة من أجل إغراء روسيا، وان صح استبدل الجعفري بالمقداد، فهذا يعنى أنه يسعى الى تخفيف حدة الصراع ولهجة المفاوضات، وفى النهاية سيذهب الوفد للمفاوضات حسب هذه الرؤية.

وأضافت الغادري: عرض الأسد بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليست بالضرورة أن يكون للمعارضة السورية التى وصفها فيما سبق بالإرهاب، فهو يريد معارضة مصنعة تقبل بهذا البند، وبالفعل المشكلة فى الدستور الذى تم وضعه فى ربع ساعة، مشيرة الى أن وفد المعارضة لن يتخذ قراراً من نفسه فالقضية السورية أصبحت مدوّلة، فلا أحد يتخذ قرار من تلقاء نفسه، وبالتالي ضاع بين كل هذه الدول المطالب التى خرج الشعب السوري من أجلها.

وتابعت الغادري: إن الدور الأمريكي صامت عما يحدث، فهى تزج بروسيا للتورط فى سوريا أكثر، كما أم إدارة أوباما قرّرت منذ البداية ألا تتورط فى المستنقع السوري الى النهاية، تاركاً عبء هذا الملف على من سيخلفه.

وأشارت الى أن وحدة الحراك الثوري هى مشكلة أساسية بدأت مع انطلاق الثورة السورية، فهناك دائماً توجد حجج لعدم وجود جسم سياسي موحد، فالمشكلة أن الدول الراعية لتشكيل هذا الجسم السياسي لها توجهاتها ورؤيتها المختلفة، فهناك طرق مختلفة للوصول الى حلول للأزمة السورية، فى الوقت ذاته أصبحت دول أوروبية لا ترى فى حل الأزمة السورية سوى محاربة الإرهاب وحل أزمة اللاجئين، فى الوقت نفسه لا تعني دول أخرى بهذين الملفين كثيراً، لكن فى النهاية نحن من يقرر ما يريده الشعب السوري.

واختتمت حديثها مؤكدة على أن الشعب السوري والمعارضة السورية لن يقبلا ببشار الأسد ولو ليوم واحد سواء فى المرحلة الإنتقالية أو فى مرحلة أخرى، والمقصود بالأسد هو منظومته كاملة.